لوسيان ( للكاتب كلود بورجيز )


كلود بورجيز
كاتب فرنسي من مواليد 1943



لوسيان

كان لوسيان منطويا بهدوء على نفسه. كان وضعا يحب أن يأخذه . لم يشعر أبدا بمثل تلك الراحة والسعادة. كان جسده كله في راحة وبدا له خفيفا. ريشة ، تنهيدة، مثل العدم. كان الأمر كما لو أنه كان يطفو فوق الهواء أو ربما فوق الماء. لم يتناول أي مخدر، و لا استعمل أي حيلة للوصول إلى هذا الإمتلاء . كان لوسيان يحس بالراحة مع ذاته ، سعيدًا بالعيش. لا شك في أن هذه السعادة كان فيها شيئا من الأنانية.
ذات ليلة استيقظ المسكين على آلام شديدة. وشعر بأنفاسه  تختنق ، كأنه تحت ثقل رهيب. آي شر هذا الذي كان يذوب تحته؟ ولماذا هو و ليس أحد غيره؟ ما هي العقوبة التي لحقت به؟ و كأنه يتمزق . كانت عضلاته كأنها تضرب بالعصي. قال لنفسه: "سأموت".
أغلق عينيه و استسلم للألم. لم يكن قادرا على مقاومة ذلك الزخم الذي كان يحتاجه ، ذلك التيار الذي يجره بعيدا عن ضفافه المألوفة. لم يعد لديه القوة للتحرك. كان كما لو أن أغلالا تكبله من رأسه إلى أخمص قدميه. شعر بأنه منجذب لمجهول غريب كان يخافه بالفعل. كان يهيؤ له أنه يسمع موسيقى سحيقة. ضعفت مقاومته. العدم يجذبه. شعور بالوحدة يغزوه.  وحيد في محنته. لا أحد يمكن أن يساعده.  لوحده يعبر الممر. لا يمكن أن يكون الأمر خلاف ذلك.
كانت صدغاه ينتفضان ، وقد اخترقت رأسه أمواج مؤلمة. "هذه هي النهاية" ، قال لنفسه مرة أخرى. كان من المستحيل عليه القيام بلفتة.
للحظة ، من الألم بدأ له كأنه فقد عقله وفجأة كأن تمزقا بداخله. ومضة من الضوء أعمته ، لا ، ليست ومضة بل هو ضوء كثيف ودائم على الأصح . نار ألهبت رئتيه. فأطلق صرخة. بينما تمسكه من القدمين ، تقول القابلة "إنه صبي".
كان لوسين قد ولد .

ترجمة عبدالناجي آيت الحاج 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختارات من قصص سلاومير مروزيك

حمل نماذج من قصص سلاومير مروزيك مختارات من قصص سلاومير  مروزيك المحتويات ...