كريستينا بيري روسي
بين السيف و الجدار
المسافة بين السيف والجدار صغيرة. إذا هربت من السيف ، أتراجع إلى الجدار ،تجمدني برود الحائط .و إذا هربت من الجدار ، أحاول التحرك في الاتجاه المعاكس ، يحفر السيف في حنجرتي. أي بديل ،قد يبدو بينهما فهو زائف ، لذا فإني أحتج. الجدار والسيف كلاهما يسعيان فقط للقضاء علي ، لموتي الذي أقاوم من أجله. إذا كان السيف يبدو رحيما أكثر من الجدار ، أو الجدار أقل ايلاما من حد السيف، سيكون من الممكن أن تقرر ، ولكن من يراقبهما - السيف ، الجدار - سيفهم على الفور أن اختلافاتهما ليست سوى سطحية.أعلم أنه ليس من الممكن تأخير وفاتي بمحاولة العيش في الحيز الضيق بين الجدار والسيف. ليس فقط لأن الهواء قد قل ، و إنما كذلك لأنه أصبح مليئا بالغازات والجسيمات السامة: بالإضافة إلى ذلك ، يحدث لي السيف جروحًا صغيرة (التي أخفيها حياءا) و برودة الجدار تجتاح رئتي ، على الرغم من أنني أسعل خفية. إذا تمكنت من الهروب (خلاص مستحيل) ، فإن السيف والجدار سيصبحان وجها لوجه ، لكن قوتهما ، دوني بينهما ، ستتقلص إلى أقصى درجة .حيث أن الجدار يمكن أن ينهار و قد يصبح السيف صدئا متآكلا .لكن ليس هناك أية ثغرة يمكن من خلالها الهروب ،فعندما أنجح في خداع السيف ، يصبح الجدار حاجزا هائلاً ، و عندما أنفك عن الحائط ، يتقدم السيف لقد حاولت صرف انتباه السيف باقتراح ألعاب، لكنه ذكي جدا ، فعندما يتوقف عن الإشارة إلى حنجرتي ،فذلك فقط لأنه يوجه حافته نحو قلبي. أما الجدار فصحيح أنه في بعض الأحيان أنسى أنه جدار من جليد ، و أنه متعب ، أتكئ عليه بحثا عن دعم: بمجرد أن أفعل ذلك حتى تذكّرني لسعة جليدية بطبيعته.
هكذا قضيت الأشهر الأخيرة. لا أعرف كم من الوقت لا أزال أستطيع تلافي الجدار و السيف. الحيز يزداد ضيقا وقوتي تستنزف. أنا غير مبالية بمصيري: إن كنت سأموت باحتقان رئوي أو بنزيف مميت من جراء الجرح. هذا لا يزعجني.لكنني أعلنها صريحة أنه بين السيف والجدار لا يوجد مكان للعيش فيه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق