خوان بيدرو أباريسيو : 8 قصص قصيرة جدا

خوان بيدرو أباريسيو


كاتب إسباني 


1 - الصرخة


أعدت دوقة مونتفلوريتي الصغيرة نفسها جيداً للمقصلة. كانوا قد نصحوها أن تتجنب النظر إلى المحيط ، الجلاد ، النصل. في الطريق إلى السقالة أبقت عينيها مغلقتين. وبينما كان الحشد يسخر من العربة المليئة بالأرستقراطيين ، كانت تصلي. و من دون أن توجه نظرها لأي جهة صعدت الدرج الخشبي بمساعدة جندي. ولم تفتح عينيها إلا ، بعد مرور الفترة العصيبة ، عندما وجدت نفسها بين جدران سلة فوق العديد من الرؤوس الرهيبة الدامية. لقد شعرت بالاشمئزاز أكثر من الرعب وأراد الصراخ لكن صوتها لم يسعفها.

2 - المسامحة

قبل أن يخنق كان قد تعود الجلاد أن يطلب المسامحة بخشوع كبير من الاضناء   عن هذا الذي يلزمه القانون على فعله . أحيانا هناك من يرفض

مسامحته فيطيل الجلاد لذلك سكرات موته.

3 - الزوج العاشق

بعد دراسة دقيقة لوضع الجثة، وبعد القيام بتحليلها ،توصلت الشرطة العلمية لنتيجة غريبة . «  زوجك حقيقة لم ينتحر ، سيدتي – قالوا لها – لكنه قتل الذي كان قد اقترح القضاء عليك و الذي لم يكن سوى هو نفسه؛ و هكذا أنقد حياتك . لابد أنه كان يحبك كثيرا.

4 - حدس

تجمعت العائلة  حول الجد المحتضر الذي كان يتكلم بصوت خافت :

-دوما كنت أظن أني سأموت باكرا.

 تعلقت عيون الأحفاد  المستغربة به و تابع الجد بعد تنهيدة :

-  دوما كان لدي حدس أنني سأموت في الحال .

ساعة الحائط المعلقة في القاعة تشير إلى منتصف النهار و الجد مبتلعا ريقه :

- بعدها و من خلال ما عشت ، ظننت أن حدسي

 هراء . استخلص الجد و هو يضغط على يديه.

- بالفعل ، الآن كما ترون بعد السادسة و الثمانين عاما  و قد  اكتملت و قد أصبحت  قريبا جدا من الموت ، فهمت أن حدسي كان هو أكبر حقيقة في حياتي.

5 - بيج بونج

النظر عبر التيليسكوب الفضائي

هوبل كأنك تسافر عبر الزمن الماضي. 

منذ ايام استطعت أن أشاهد الإنفجار الذي

أعطى بداية الكون.  كان الإله  من أشعل

عود الثقاب .


6 - نكث الوعد 


كانت كارميلا مغرمة جدا بمارسلو لدرجة أنها قبلت بكلبه توبي ، اللابرادور المبهج ذو اللون الأسمر ،أن يعيش معهما. بعد بضعة أشهر ، أصيب مارسيلو بمرض خطير، وتوسل إلى كارميلا و هو يحتضر بعدم التفريط بتوبي ، و إبقائه معها بعد وفاته.  فوعدته بذلك و الدموع في عينيها. ولكن ،بعد أن أصبحت لوحدها، شعرت بأنها غير قادرة على التعايش مع توبي المرح المبهج، و النشيط جدا ، والذي قادها للتضحية. في غضون بضعة أشهر أنجبت كارميلا طفلا. كان يتمتع بصحة وجمال. عندما ضربه الطبيب في الظهر لفتح رئتيه بدأ  في البكاء ، عوي الطفل ،عواء الكلب.


7 - المشنوق الذي لم يمت



تعرف  فرنسوا فيلون على رجل مشنوق لم يمت. الحبل كان سببا في إبطاء وظائفه الحيوية دون قتله ، وعلى الرغم من بطئه و قصره الشديد ، تمكن من التحدث. بعد بضع سنوات بدا كأنه قطعة متشنجة ، لكنه ما زال يتحدث. تعرف على أحفاده ورأى تحت رجليه جثة الشخص الذي كان قد حكم عليه. حتى أنه حضر إعادة تأهيله من خلال إثبات أنه لم يسرق بعض الدجاج من مطبخ السيد. ولكن ، عندما أرادوا فكه و إنزاله ،رفض. وقال لأقاربه "اعتدت أن أكون هنا". على أي حال ، أود الحصول على موقع أعلى إلى حد ما ، إذا كان مثل هذا الشيء ممكنًا. " تحدثوا مع الأسقف وعلقوه بالجرس الأحدث والأكبر في كاتدرائية أ. ، التي لها قرع غامق والتي تعرف بشكل تلقائي باسم "ذات  الدجاجتين" ، "ذات  المشنوق "أو"ذات  الأسقف. "



التحفة الفنية

لقد تشاركوا زنزانة. كان أحدهم طويل القامة وعيناه غامقتان ، والآخر بدين وعصبي ، و الثالث نحيف و ضعيف الإيمان. محكمة مرتجلة حكمت عليهم بالإعدام. كان هذا كل ما عرفوه. ولم يكلفوا أنفسهم عناء قراءة إصدار الحكم ولم يشيروا إلى يوم التنفيذ. أحيانا يسمعون أصوات قيادة فرق الإعدام تنبعث من  أحد الساحات وبعدها صوت البنادق..
الوقت يمر و روتين الموت دخل الجسد في شكل حمى جعلتهم في حالة إهمال وهيجان . البدين يمسح أحيانا حجارة الجدار بحثا عن النكهات، و النحيف يركز على أشكال السور، كما يقولون أن ليوناردو كان يفعل بحثا عن الإلهام، الطويل كان يكتب رواية. ولكن، ما دام لم يكن معه أي ورقة أو قلم أو طباشير، أو أي شيء آخر للكتابة، كان يكتبها في ذهنه، كان يبني العبارات بعناية، و يصححها، و يقرؤها بصوت عال، ويعلق عليها و رفقاؤه ، ثم يعود إلى تصحيحها مرة أخرى .
هكذا قام  برواية تضم أكثر من ثلاثمائة صفحة ، ثلاثمائة وثلاث وثلاثين ، بالضبط ،ثلاثون سطرا في ستين مكانًا ، وفقًا لحساباته الذهنية الدقيقة. حفظها جيدا ، قرأها لزملائه أكثر من مرة. لكن مرت الأيام دون تنفيذ أحكامهم ، وحيث أن الجميع كان معجبا بتلك القراءة ، فقد كان قد أعادها عليهم مرارا حتى تمكن البدين منهم من حفظها كذلك  ،مع إجراء بعض التصحيحات والاقتراحات ومناقشتها ، و في حالته ، قبلت من قبل مؤلف الرواية. ثم توافقوا بينهم ، إذا تم إنقاذ أحدهم ، يجب أن يحفظها الثلاثة  عن ظهر قلب لإعادة إنتاجها على الورق عندما تسمح الظروف بذلك. اتفق الثلاثة على  أنها أفضل رواية يمكنهم سماعها.
كانت الرواية لا تزال تتحسن مع توالي  القراءات والتصحيحات ، لدرجة أنه عندما بحثوا فيها ، لم يتردد أحد منهم في اعتبارها تحفة فنية.
في يوم أخذوا الطويل . و في يوم آخر  البدين. لكن الثالث، النحيف و قليل الإيمان ، تم العفو عنه. لم يتمكن قط من نسخ الرواية. ذاكرته ، المليئة بالبثور مثل الأسوار  التي أصيبت  برصاص البنادق ، كان غير قادرة على عرضها كلها . بالكاد إستطاع  إعادة بناء الحجة الكاملة. ومع ذلك ، ادعى على أنها كانت تحفة ، واحدة من أفضل الروايات التي  كتبت في كل الأزمنة. ولذلك حافظ عليها دائما ، حتى بعد ثلاثين عاما من تلك الأحداث.



غابرييل غارسيا ماركيز :دراما خيبة الأمل

قصة قصيرة جدا من أمريكا اللاتينية 

غابرييل غارسيا ماركيز  


دراما خيبة الأمل




.... مأساة خيبة الأمل هي التي ألقت به إلى الشارع من الطابق العاشر ، وعندما كان يتهاوى تمكن أن يرى من خلال النوافذ حميمية جيرانه ، المآسي العائلية الصغيرة ، الحب الفائر ، لحظات السعادة القصيرة ، التي لا تصل أخبارها   أبداً إلى السلالم المشتركة، لدرجة أنه في لحظة وصوله الارض ، تغيرت وجهة نظره للعالم ، وتوصل إلى استنتاج مفاده أن الحياة التي غادرها إلى الأبد من خلال الباب الخطأ  كانت تستحق أن تعاش.

ترجمة عبدالناجي ايت الحاج 

هو الحب

هو الحب



عندما رأته يقترب ، وسيم  جدا و مبتهج ، تسارعت دقات قلبها ، و أشرقت عيناها وبدأت تشعر بفراشات في بطنها. بابتسامة عريضة ، وقف أمامها و مد يده مصافحا. لكنها عندما فتحت فمها لترد السلام:
- آهههه
انفلتت منها تنهيدة عميقة ، ومن فمها انسلت فراشة ملكية. و شعرت بالحرج  مما حدث ، وأصبحت حمراء كبندورة و غضت بصرها. و عندما رأى ما حدث ، أخرج ضحكة صغيرة ، ورفع ذقنها بيده الخشنة حتى يتمكن من رؤيتها، و ربت على صدره بيده الأخرى.
- آهههه
و هو يفتح فمه ثلاث فراشات خرجت من فمه . شاهدت  ما حصل ، فنسيت حرجها و ، بابتسامة كبيرة ، قفزت في أحضانه. سعيدة جدا لأنه شعر أيضا بنفس ما أحست به.

خورخي لويس بورخيس : حلم

خورخي لويس بورخيس 


حلم


في مكان صحراوي في إيران ، يوجد برج حجري غير مرتفع جداً ، بدون باب أو نافذة. في الغرفة الوحيدة (الترابية الأرضية  و الدائرية  الشكل ) بها طاولة و مقعد خشبيان. في تلك الزنزانة الدائرية ، رجل  يشبهني يكتب بالحروف التي لا أفهم قصيدة طويلة عن رجل في زنزانة دائرية أخرى يكتب قصيدة عن رجل في زنزانة دائرية أخرى ... العملية ليس لها نهاية و لا أحد يمكنه قراءة  ما يكتبه السجناء.

ترجمة عبدالناجي ايت الحاج 

غبرييل غارسيا ماركيز : النور مثل الماء

غبرييل غارسيا ماركيز 


النور مثل الماء



في عيد الميلاد ، طالب الأطفال مرة أخرى بزورق التجديف.
- موافق .قال الأب ، سنشتريه عندما نعود إلى قرطاجنة.
 توتو ذو التسع سنوات ، وجويل البالغ سبعة أعوام ،هما أكثر تصميماً مما يعتقد آباؤهما.
-لا  - قالا متحدان - نحن بحاجة إليه الآن وهنا.
- أولا - قالت الأم -لا توجد مياه صالحة للملاحة هنا أكثر من تلك التي تخرج من الحمام.
كانت هي وزوجها على حق. في المنزل بقرطاجنة في إندياس كان هناك فناء مع رصيف على الخليج ، وملجأ لليخوت الكبيرة. بينما، هنا في مدريد عاشوا في الطابق الخامس في الشقة رقم 47 في ساحة شارع كاستييا . ولكن في النهاية ، لم يستطع لا هو ولا هي أن يرفضا ، لأنهما وعدوهما بزورق تجديف مع جهاز تحديد الاتجاه والبوصلة  إذا ما حصلا على جائزة في السنة الثالثة من المدرسة الابتدائية ، و قد حصلا عليها فعلا لذلك اشترى الأب كل شيء دون أن يخبر زوجته ، التي كانت أكثر ترددًا في دفع الديون على اللعب . كان زورق ألومنيوم جميل بخيط ذهبي على خط الماء.
- "القارب في المرآب" ، كشف الأب  أثناء وجبة الغداء. المشكلة هي أنه لا يمكن  جلبه إلى الشقة ،لا عن طريق المصعد و لا عن طريق السلالم ، وفي المرآب لا توجد مساحة إضافية متاحة.
ومع ذلك ، بعد ظهر يوم السبت التالي ، دعا الأطفال زملاءهم في الصف لحمل القارب إلى أعلى الدرج ، وتمكنوا من جلبه إلى غرفة الخدمة.
-  هنيئا لكم - قال الأب - و ماذا بعد الآن ؟
- الآن لا شيء - قال الأطفال - الشيء الوحيد الذي أردنا هو أن يكون القارب في الغرفة ، وهذا كل شيء. في ليلة الأربعاء ، مثل كل ليالي أربعاء ، ذهب الوالدان إلى السينما. قام الأطفال ، والمالكون و أرباب المنازل ، بإغلاق الأبواب والنوافذ ، وكسروا المصباح المضاء  لاباجورة غرفة المعيشة. أشعة أنوار ذهبية ، طازجة  كالماء بدأت  بالخروج من المصباح المكسور ، وتركوها تجري حتى بلغت مستوى أربعة أذرع . ثم قطعوا التيار ، أخرجوا القارب ، وأبحروا في سهولة بين جزر المنزل. كانت هذه المغامرة الخرافية نتيجة خفة مني عندما شاركت في ندوة حول شعر الأجهزة المنزلية. سألني توتو كيف أن الضوء جاء بضغطة زر واحدة ، ولم تكن لدي الشجاعة للتفكير مرتين.
-الضوء يشبه الماء -أجبت: يفتح أحدهم الصنبور فيخرج.
لذا كانوا يستمرون في الإبحار في ليالي الأربعاء ،و كانوا يتعلمون كيفية استخدام جهاز تحديد الاتجاهات والبوصلة ، حتى عودة الوالدان من السينما  فيجدانهما نائمين كملائكة على الأرض . وبعد مضي أشهر ، متلهفين للذهاب أبعد من ذلك ، طالبا بمعدات للصيد تحت الماء. مع  جميع لوازمها : الأقنعة والزعانف وفنانات الأوكسجين وبنادق الهواء المضغوط.
- من السيء ،أن يكون لديهم زورق تجديف في غرفة الخدمة لا فائدة منه على الإطلاق، قال الأب ، ولكن الأسوأ أنهم يريدون أيضا الحصول على معدات الغوص.
- وإذا فزنا بالغردينيا الذهبية للمنتصف الأول من السنة الدراسية؟ قال جويل.
- "لا" ، قالت الأم ، خائفة. ليس أكثر.
عاتبه الأب على تعنته.
- هؤلاء الأطفال لا يحصلون على مسمار للقيام بواجباتهم، قالت الأم  ، لكن من أجل نزوة  هم قادرين على الفوز حتى بكرسي المعلم .
لم يقل الوالدان في النهاية لا نعم أو لا لا. لكن توتو وجويل ، اللذان كانا الأخيرين في السنتين السابقتين ، فازا في يوليو الماضي بالغاردنيتين الذهبيتين والاعتراف العلني للإدارة . في نفس اليوم ، دون أن يطلبوا مرة أخرى ، وجدوا معدات الغوص في العلب الملفوفة في غرفة النوم. لذلك في يوم الأربعاء التالي ، بينما كان الآباء يشاهدون التانغو الأخير في باريس ، ملأوا الشقة إلى مستوى ذراعين، غطسا مثل أسماك القرش المهددة تحت الأثاث والأسرة ، وانقذا من أسفل الضوء الأشياء التي لسنوات فقدت في الظلام. أثناء تقديم جوائز نهاية السنة، تمت الإشادة بالاخوان كمثال يحتذى  بالمدرسة ، وأعطوهما شهادات التميز. هذه المرة لم يكن عليهم أن يطلبوا أي شيء ، لأن الآباء سألوهم عما يريدون. و هما كانا معقولان للغاية ، إنهما يريدان فقط حفلة في المنزل للترفيه عن زملائهما في الدراسة.
الأب ، بمفرده مع زوجته ، كان وجهه نضرا.
- إنه اختبار للنضج.قال الأب. 
- ربنا يسمع منك ، قالت الأم.
يوم الأربعاء الموالي ، بينما كان الآباء يشاهدون حرب الجزائر  ، رأى الناس الذين مروا من شارع كاستييا شلالا من الضوء كان ينبعث من مبنى قديم مختبئ بين الأشجار. كان يخرج من خلال الشرفات ، يمتد على الواجهة ، وينساب عبر الطريق الكبير في سيل ذهبي أضاء المدينة حتى جواداراما.
المكالمات العاجلة ، أجبرت رجال الإطفاء على اقتحام باب الطابق الخامس ، فوجدوا البيت يفيض بالضوء إلى السقف. كانت الأرائك والكراسي ذات جلد النمر تطفو في الغرفة على مستويات مختلفة ، بين قنينات البار والبيانو الكبير وشال مانيلا التي ترفرف وسط الماء مثل اللادغة الذهبية. كانت الأواني المنزلية ، تستمتع شعرا ، تطير بجناحيها في  سماء المطبخ. أدوات فرقة الحرب ، التي اعتاد الأطفال الرقص بها ، كانت تطفو و تتطاير بين الأسماك الملونة المنبعثة من خزان أسماك الأم ، والتي كانت الوحيدة التي طافت حية وسعيدة في المستنقع الشاسع المضاء. كانت تطفو في الحمام  جميع فرشات الأسنان ، والواقي الذكري للوالد ، وزجاجات الكريم ، ظهرت أسنان أمي الإضافية ، وتلفزيون غرفة النوم الرئيسية  كان يطفو على الجانبين ، ولاو هو لا يزال مشتعلا في الحلقة الأخيرة من فيلم منتصف الليل الممنوع على الأطفال. في نهاية الرواق ، يطفو بين ماءين ، كان توتو جالسًا في مؤخرة القارب ،يطفو بين مياهين، متشبثا بالمجاديف وبقناعه ، يبحث عن منارة الميناء حيث وصل إليه هواء الصهريج، و كان جويل يطفو على القوس ولا يزال يبحث عن ارتفاع النجم القطبي بواسطة جهاز المراقبة ، وزملائه في الصف، السبع والثلاثين طفلا ،كانوا يطوفون في جميع أنحاء المنزل ، متحجرين في لحظة التبول في أصص الغرنوقي ، و في غناء نشيد المدرسة مع تغيير في الكلمات لأبيات ساخرة من  الإدارة، في لحظات شرب كوب  براندي من زجاجة الأب خفية. لأنهم فتحوا الكثير من الأضواء في نفس الوقت الذي فاض فيه البيت ، وغرق كل صف السنة الرابعة ابتدائي من مدرسة سان جوليان و المستشفى غرق هو الآخر في الطابق الخامس من الشقة رقم 47 من شارع  كاستيانا . في مدريد بإسبانيا ، مدينة نائية بفصول الصيف الحارة والرياح الجليدية ، بلا بحر و لا نهر ، و سكانها الأصليين من البر الرئيسي لم يكونوا قط  أساتذة في علم الإبحار في النور.

ترجمة عبدالناجي ايت الحاج 


غابرييل غارسيا ماركيز : فكر فينا

غابرييل غارسيا ماركيز


فكر فينا

أخرجته فرقة الإعدام من زنزانته في فجر جليدي ، وكان على الجميع السير في حقل ثلجي للوصول إلى موقع الإعدام. كان الحرس المدني محميًا بشكل جيد من البرد مع عباءات ، وقفازات ، وقبعات ثلاثية الابعاد ، ولكن بالرغم من ذلك يرتعشون في البرية الجليدية. أما  السجين المسكين الذي لم يكن يرتدي سوى سترة من الصوف الباهت لم يفعل شيئا سوى فرك جسده المتحجر تقريبا ، بينما كان يندب بصوت عال من البرد القاتل. في لحظة معينة ، صاح قائد الفرقة مستاءا في غضب :
-  اللعنة ! توقف عن لعب دور الشهيد في هذا البرد اللقيط . فكر فينا نحن الذين، علينا أن نعود.



Piensa en nosotros

Gabriel García Márquez


El pelotón de fusilamiento lo sacó de su celda en un amanecer glacial, y todos tuvieron que atravesar a pie un campo nevado para llegar al sitio de la ejecución. Los guardias civiles estaban bien protegidos del frío con capas, guantes y tricornios, pero aun así tiritaban a través del yermo helado. El pobre prisionero, que solo llevaba una chaqueta de lana deshilachada, no hacía más que frotarse el cuerpo casi petrificado, mientras se lamentaba en voz alta del frío mortal. A un cierto momento, el comandante del pelotón, exasperado con los lamentos, le gritó:
-Coño, acaba ya de hacerte el mártir con el cabrón frío. Piensa en nosotros, que tenemos que regresar.


غبرييل غارسيا ماركيز : الموت في سماره

غبرييل غارسيا ماركيز 


الموت في سماره


وصل الخادم مدعورا الى بيت سيده :
- سيدي – قال – لقد شاهدت الموت في السوق واشار الي مهددا .
اعطاه سيده حصانا و مالا و قال له : اهرب الى سماره .
هرب الخادم . داك المساء . باكرا التقى السيد الموت في السوق .
-  هدا الصباح قمت باشارة تهديد لخادمي
 –أجابه الموت : لم يكن تهديدا ، انما كانت مفاجئة 
 لأني رايته هنا ,بعيدا جدا عن سماره , و هدا المساء نفسه علي أن آخد روحه هناك .

قصص قصيرة من أمريكا اللاتينية

قصص قصيرة 

من أمريكا اللاتينية 


أقدم بين أيدي أخواتي ، إخواني و أصدقائي مجموعة من القصص القصيرة لبعض رواد هذا الجنس الأدبي الممتع أرجو أن ينال استحسانكم
و لا تنسونا بصالح الدعاء 
و شكرا

غابرييل غارسيا ماركيز : لص يوم السبت

غابرييل غارسيا ماركيز 


قصص قصيرة من أمريكا اللاتينية

لص يوم السبت


يدخل هوغو ، اللص الذي يسرق فقط في عطلة نهاية الأسبوع ، منزلًا في ليلة السبت. تكتشفه آنا ، المالكة ،الثلاثينية ،الجميلة و المصابة بالأرق ، و هو في حالة تلبس. بعد أن هددها بالمسدس، تمنحه المرأة جميع الجواهر والأشياء الثمينة ، وتطلب منه عدم الاقتراب من باولي ، الطفلة التي تبلغ من العمر ثلاث سنوات. و رغم أن الفتاة رأته، إلا انه كسبها   ببعض الحيل السحرية. ففكر هوغو: "لماذا الرحيل في الحال ، إذا كان الوضع جيداً هنا؟" ، يمكنه البقاء طوال عطلة نهاية الأسبوع والاستمتاع التام بالوضع ، فالزوج - و قد تجسس عليهم - لا يعود من رحلته التجارية إلا  مساء الاحد. لم يتردد اللص كثيرا: لبس سروال صاحب المنزل وطلب من آنا أن تطهو له ، وأخذ الخمر من القبو و وضع بعض الموسيقى لتناول العشاء ، فبدون موسيقى لا يمكنه العيش. و آنا ، قلقة على باولي ، بينما تعد العشاء ، أخذت تفكر في شيء ما لإخراج الرجل من منزلها. لكنها لا تستطيع أن تفعل الكثير لأن هوغو قطع الأسلاك الهاتفية ، والبيت بعيد ، و الوقت ليل ولا أحد سيصل. قررت آنا أن تضع حبة نوم في كأس هوجو. أثناء العشاء ، يكتشف اللص ، الذي يعمل حارسا في أحد البنوك خلال الأسبوع ، أن آنا هي مقدمة برنامجه الإذاعي  المفضل ، البرنامج الموسيقي الشعبي الذي يسمعه كل ليلة ، دون انقطاع. هوغو  هو معجب كبير، وأثناء الاستماع إلى المغني الرائع بيني و هو يغني "كيف كان ذلك" على الكاسيت ، أخذوا يتحدثون عن الموسيقى والموسيقيين. آنا ندمت على محاولة تنويمه لأن هوجو يتصرف بهدوء ولا ينوي أن يؤذيها و لا يتصرف بعنف ، لكن لا سبيل للتراجع لأن الحبوب المنومة موجودة بالفعل في الكأس واللص يشرب و هو سعيد للغاية. و لكن ، كان هناك خطأ ، لأن الذي أخذ الكوب حيث الحبوب هي آنا. آنا التي غفت في اثنين من ثلاثة. في صباح اليوم الموالي ، استيقظت آنا و هي بملابسها الكاملة ومغطاة جيداً ببطانية ، في غرفة نومها. في الحديقة ، يلعب هوغو وبولي ، و قد فرغوا من إعداد وجبة الإفطار. تفاجأت  آنا بمدى سعادتهما. أيضا ، أعجبت  بطبخ هذا  اللص  ، و الذي ، يبدو في نهاية المطاف  جذابا جدا. بدأت أنا تشعر بسعادة غريبة. في تلك اللحظات تمر صديقة لدعوتها لتناول الطعام. يشعر هوغو بالقلق ، لكن آنا تدعي أن ابنتها مريضة و تودع صديقتها  على الفور. لذلك يبقى الثلاثة في المنزل للاستمتاع بيوم الأحد. يقوم هوغو بإصلاح النوافذ والهاتف الذي افسدهما في الليلة السابقة و هو يصفر. تدرك آنا أنه يرقص بشكل جيد للغاية ، وهي رقصة تحبها ولكن لم يكن بإمكانها أبدا أن تمارسها مع أي شخص. يقترح عليها أن يرقصا قطعة ثم واصلا بطريقة جعلتهما يرقصان حتى وقت متأخر من فترة ما بعد الظهر. كانت تراقبها باولي ، وتصفق ، في النهاية نامت.مستسلمان ، ينتهي بهما الأمر مستلقيان على كرسي في غرفة المعيشة. و هكذا، ذهب القديس إلى السماء ، فقد حان الوقت للزوج أن يعود. على الرغم من أن آنا تقاوم ، أعاد هوغو كل شيء تقريبا كان قد سرقه ، و قدم لها بعض النصائح حتى لا يدخل اللصوص إلى منزلها ثانية ، و ودع السيدتين   بحزن غير يسير. آنا كانت تراقبه يبتعد. هوغو كان على وشك أن يختفي حين نادته أنا  بصوت عال. عندما رجع اليها ، أخبرته و عينيها   في عينيها أن في نهاية الأسبوع القادم ، سيذهب زوجها في رحلة مرة أخرى. يغادر لص يوم السبت سعيدا ، يرقص في شوارع الحي ، مع حلول الليل.

قصص من أمريكا اللاتينية 

خوان خوسيه أريولا : الزرافة (الفنتاستيك)

خوان خوسيه أريولا

القصة القصيرة جدا بأمريكا اللاتينية

(1918-2001) ، هو شخصية بارزة في الأدب المكسيكي ، و احد الكتاب الأكثر شهرة على الساحة الدولية. ليس فقط لإحساسه الفكاهي الغريب وقدرته على محو الحدود بين الواقع والخيال ، ولكن أيضًا من أجل دقة الاستعارات التي قدمها. يعتبر وريثًا للجماليات الطليعية ، فقد استطاع أن يعطي قوة مثيرة للدهشة لنوع القصة القصيرة جدا في النصوص التي استخدم فيها التناص اوألعاب الكتابات والسحر الذي لا يتكرر. كساحر قدم لنا الفانطاستيك بأناقة قل نضيرها. 

الزرافة

بعد أن إنتبه الخالق أنه وضع ثمارا كثيرة بأعلى الشجرة المفضّلة ، لم يكن أمامه خيار سوى إطالة عنق الزرافة. أرادت الزرافات  ذات الرأس الرباعي المتطاير أن تعلو فوق واقعها الجسدي ودخلت بإصرار في عالم التناقضات.كان عليه أن يحل لها بعض المشاكل البيولوجية التي تبدو مرتبطة بالهندسة والميكانيك: دائرة عصبية طولها إثني عشر مترا ؛ الدم الذي يرتفع ضد قانون الجاذبية بواسطة القلب الذي يعمل كمضخة بئرعميقة ؛ وبالرغم ، من هذأ العلو ،لا يزال  لسانها يتطاول إلى أعلى ، متجاوزًا بعشرين سم وصول شدقيها ليقضم أزهارًا مثل منشار من الصلب. مع كل التبذير في التقنية ، و الذي عقد بشكل كبير ركضها و تزاوجها ، فإن الزرافة تمثل أفضل من أي كائن آخر تراجع الروح :  فهي تبحث في الارتفاعات ما يجده الآخرون على مستوى الأرض.ولكن عندما تضطر في النهاية إلى الانحناء من وقت لآخر لشرب الماء المشترك ، فإنها تضطر إلى تطوير ألعابها البهلوانية رأسًا على عقب. فتأخذ بذلك وضعها مع مستوى الحمير.

ترجمة عبدالناجي ايت الحاج 

سيلفيا أوكامبو : قصة أنا فاليرغا

سيلفيا أوكامبو

القصة القصيرة المترجمة من اللغة الإسبانية

أنا فاليرغا

آنا ، آنا ، نادوها فركضت كما لو أنهم كانوا يطاردونها. عينا سلوقي  ، وفم برمائي ، و يدا عنكبوت ، وشعر فرس ، جعلوا منها حيوانًا أكثر من مجرد امرأة. التقيت بها عن طريق الصدفة في العيادة عندما رافقت إحدى صديقاتي لزيارة طفل كان مقيما هناك. على حسابها الخاص ، أقامت آنا فاليرغا في المبنى ، في زاوية من المرآب الذي تم إخلاؤه  ، قسما لفئة الاطفال المتأخرين ، مما أكسبها بعض الشهرة في الحي. كان من الصعب تعليم أولئك الأطفال ، فبعضهم كانوا متمردين و عنيدين ، ولكن كان لدى آنا فاليرغا نظاما لترويضهم: لقد كانت تهددهم بالحارس الذي كان يأخذهم  سجناء. الحارس ، الذي كان صديقا لها ، بعد ان تعطيه قبلة ، يتموضع بشكل استراتيجي وراء باب لتخويف الأطفال. آنا  كذلك كانت تهددهم ، عندما كان الحارس غير موجود ،  بالتماثيل الاثرية للمدينة ؛ كانت تقول لهم أنهم لم يصنعوا من البرونز أو الحجر أو الرخام ، كما يظن الناس ، بل من لحم ودم. الهنود ، والخيول ، والثيران ، والرجال والنساء على ما يبدو لا يتحركون ، لكن يكفي أن يمر طفل بجانبهم كي يخطفوه. ما لم أعرفه أبداً هو لماذا يحبونها . في الليالي الطوال ، ابتكرت آنا فاليرغا طرقًا لتحقيق طاعة الأطفال. فلكي يصدقوا القصص التي اخترعتها ، فإنها لا تتردد في تحمل العناء كيفما كان نوعه. بعد أن أقنعت الحارس لتوقيفها ، أمام الأطفال ، لأن كوبا من الماء قد انسكب ؛ فقد جلبت مرة ، مع مجموعة من الأطفال ، الذرة إلى حصان البرونز. و مرة الخبز لنساء الرخام.و مرة أخرى الماء لتمثال أحد الأبطال . كان رد فعل الأطفال مرض للغاية: لقد أبدوا الطاعة ، وكانوا أكثر قابلية للانقياد أمام التحذيرات. لو لم يكن "موتشيتو"  التعيس ، كان على وشك أن يفقد حياته بين سهام هنود الرخام ، في ساحة "غوالغوايتشو" ، بعد ظهر يوم كانت أنا فاليغو  قد تقدمت في عملها التعليمي. لكن السلطات أغلقت صفها وأخذت سجينة لممارسة التعليم بطريقة غير قانونية وتعذيب الأطفال المرضى. احتجت الأمهات: و أظهر الأطفال تقدما ، من دون تردد تعرفوا على أسماء الآثار ،و الأبطال. لم يظهروا كالموتى ، كما كانوا من قبل.

بياتريس ألونسو ارانزبال : قصص قصيرة جدا من إسبانيا

 بياتريس ألونسو ارانزبال  



كاتبة و مترجمة إسبانية تكتب السيناريو .أما دراستها فهي
طبيبة في علم النفس الإكلينيكي


Traducción:Abdenaji Aitlhaj

(Abril)

Me senté en la última fila del autobús escolar, suplicando baches. Por fin salíamos de excursión toda la clase, y mis compañeras se regocijaban en sus asientos, mientras piropeaban al conductor. La profesora decía que la primavera no tiene remedio. Unos días antes yo había hecho el amor por primera vez. Sin precauciones.

Traducción: Abdenaji Aitlhaj 

أبريل
جلست في الصف الاخير للحافلة المدرسية
ألتفادي المطبات .  و أخيرا يخرج القسم كله في نزهة ، و زميلاتي
مبتهجات في مقاعدهن  يغازلن السائق
طوال الطريق . قالت الأستاذة بأن فصل الربيع ليس له
دواء ، قبل ذلك بأيام كنت قد مارست الحب للمرة الأولى بدون  احتياطات


METRO DE MADRID

Jugaban a las cuatro esquinitas. Una, dos y tres. Apertura de puertas. ¡Ya! La del bastón se quedó sin asiento. .......

مترو مدريد

يلعبون لعبة الأركان الأربعة. واحد
اثنان و ثلاثة .انفتاح
الأبواب. و ذو العكاز يبقى
من دون مقعد .

......
EL CAMBIAZO
.......
Durante las rebajas vio un par de sandalias elegantes, y de su número, sobre el estante de la abarrotada zapatería. Se las probó, dio unos pasos con ellas y dudó por un momento si podía permitírselas. Resignada, se calzó sus modestas zapatillas y, al salir de la tienda, la empleada  fue tras ella y le espetó que devolviera el calzado y que se llevara las sandalias caras con las que había entrado. No supo si alegrarse o no. Ahora camina con más garbo, pero le duelen mucho los pies.


التغيير
خلال فترة التخفيض ، شاهدت زوجًا من الصنادل الأنيقة ، ورقمها ، على رف محل لبيع الأحذية . جربته، و مشت خطوات قليلة به وترددت للحظة إن كان سيلائمها. استسلمت ، و انتعلت حذاءها المتواضع، و عند خروجها من المتجر ، تبعتها الموظفة وطلبت منها إعادة الحذاء و أخذ الصنادل الغالية التي دخلت بها. لم تكن تعرف ما إذا كان عليها أن تسعد أم لا. الآن تمشي بحرارة أكثر، ولكن قدميها تؤلمها كثيرا.


ماريتزا ايريارتي : لقلاق

ماريتزا ايريارتي

أنطولوجيا نسوية في القصة القصيرة جدا

كاتبة من البيرو من مواليد ١٩٥٤

لقلاق

إنه منتصف الليل. المدينة تستريح . يتسلل ظل إمرأة عبر شوارع الحي المركزي بخطوات صامتة تغطي وجهها بعباءة وتحمي من البرد الصرة  التي تحملها بين ذراعيها. بدون شهود ، تصل المرأة إلى عتبة البيت المختار ، تحضن الصرة للمرة الأخيرة وتتركها عند الباب. في هذه الأثناء ، في نافذة غرفة النوم الرئيسية ،  امرأة أخرى ، رشيقة و مثيرة ،تأخذ قرصا لمنع الحمل و تبتسم.

Microcuentos de Perú

Cigüeña


Es medianoche. La ciudad descansa. Una sombra de mujer se desliza por las calles del barrio central con pasos sigilosos, cubriéndose el rostro con un manto y protegiendo del frío el bulto que lleva entre sus brazos. Sin testigos, la mujer llega al umbral de la casa escogida, acuna al bulto por última vez y lo deja en la puerta. Mientras tanto, en la ventana del dormitorio principal, otra mujer, esbelta y sensual, toma una píldora y sonríe.

Maritza Iriarte, Aztiram un mundo de brevedades, 2013.


ديوان الحب (قصائد مختارة من الأدب المكتوب بالإسبانية)

فيديريكو كارسيا لوركا 

كل أغنية 

لم أكن أريد
لم أكن أريد أن أخبرك أي شيء.
شجرتان مجنونتان
رأيت في عينيك.
من النسيم والضحك والذهب.
كانتا تهتزان.
لم أكن أريد
لم أكن أريد أن أخبرك أي شيء

أنطونيو ماتشادو 

شاعر إسباني(1839-1875 )

حلمت أنك أخذتني 

حلمت انك أخذتني
في طريق أبيض ،
 وسط الحقل الأخضر ،
في إتجاه  زرقة  ...
السلاسل،
نحو الجبال الزرقاء ،
في صباح هادئ
شعرت بيدك في بيدي ،
يدك يد رفيقتي ،
صوتك صوت الصبية في مسمعي
مثل جرس جديد ،
مثل جرس بكر
 لفجر ربيعي.
هكذا كانا صوتك ويدك ،
في الأحلام ، حقيقيين جدا! ...
يحيى ، الأمل ، من يدري
ما تبتلع الأرض !


غابرييلا ميسترال

(١٨٨٩ – ١٩٥٩ )

أعطني يدك

أعطني يدك وسنرقص ؛
أعطني يدك و ستحبينني.
كزهرة واحدة سنكون
كزهرة ، ولا شيء أكثر  ...
نفس القصيدة سنغني ،
بالخطوات نفسها  سترقصين.
كسنبلة سنتمدد ،
كسنبلة ، ولا شيء أكثر .
اسمك زهرة و أنا أمل.
لكن اسمك ستنسين ،
لأننا سنكون رقصة
على التل وأي شيء أكثر ...

جوستافو أدولفو بيكير

الحب الأبدي

قد تغيم الشمس الى الابد.
قد يجف البحر في لحظة ؛
قد ينكسر محور الأرض
كبلورة هشة .
الكل سيحدث! هو الموت
غطوني  كفنوني للجنازة.
لكن بداخلي لا يمكن أن تنطفئ
شعلة حبك.



غابرييلا ميسترال : أعطني يدك

غابرييلا ميسترال

(١٨٨٩ – ١٩٥٩ )

أعطني يدك


أعطني يدك سنرقص ؛
أعطني يدك ستحبينني.
كزهرة واحدة سنكون
 كزهرة ، ولا شيء أكثر  ...

نفس القصيدة سنغني ،
 بالخطوات نفسها  سترقصين.
كسنبلة سنتمدد ،
كسنبلة ، ولا شيء أكثر .

اسمك زهرة و أنا أمل.
لكن اسمك ستنسين ،
لأننا سنكون رقصة
على التل ولا شيء أكثر ..

ترجمة عبدالناجي ايت الحاج 

نانا رودريغيز : عطش

نانا رودريغيز


كاتبة و شاعرة كولومبية من مواليد سنة 1956

عطش

إذا كان الوقت لذى أفلاطون هو صورة متحركة للأبدية ولدى كارلوس أرجنتينو دورًا في استقرار بيته ، فماذا أفعل ، بتجرع الوقت بلا فائدة حتى أموت منقضيا؟

Sed


Si para Platón el tiempo es una imagen en movimiento de la eternidad y Carlos Argentino tiene un aleph en el baúl de su casa, ¿qué hago yo bebiendo el tiempo inútilmente hasta morirme de infinito?

مارييلا فورودريغيز : غريزة الأمومة

مارييلا فو رودريغيز


كاتبة شيلية من مواليد ١٩ فبراير ١٩٧٨ بسنتياغو

غريزة الأمومة

في ثلاجتي، أحتفظ بديناصور يدعي أنه غير ضار. يحاول إقناعي بأنه نباتي ، لكني حذرة فبلكمة واحدة خلعت جميع أسنانه. كما تخيلت ، ولأسفي الشديد ، غريزته خذلته هذه الليلة. دخل خلسة غرفتي. أستطيع أن أشعر بلهفة أنفاسه  في مؤخرة رقبتي. ولكنه قلق . اليوم ,القمر في مصلحتي ودون قصد, رغبت في غرس أنيابي في عنقه ، في حين أن ساعتي البيولوجية تقول وداعا لما يمكن أن يكون ذرية ملائمة. 



Instinto maternal

En mi refrigerador conservo un dinosaurio que dice ser inofensivo. Trata de convencerme de que es vegetariano, pero soy precavida y de un bofetón le he quitado su dentadura. Como lo imaginaba, y muy a mi pesar, esta noche su instinto lo ha traicionado. Ha entrado sigiloso a mi pieza. Puedo sentir su ansiedad respirando en mi nuca. Pero está fregado. Hoy la luna está a mi favor y sin querer queriendo clavo mis colmillos en su cuello, mientras mi reloj biológico le dice adiós a lo que pudo ser una conveniente descendencia.


عندما غيرت المدينة اسمها

عندما غيرت المدينة اسمها ، كنت ما قبل الأخيرة لأكتشف ذلك. مثل نكتة من دون طعم ، تم حذف L  من جواز سفري. أخذت أول رحلة إلى سانتياغو ، لكنني بقيت أطير في طي النسيان ، لأن المدينة غيرت اسمها. انت اكتشفت ذلك في اليوم الموالي  ، عندما نهضت في مدينة محاصرة ، حيث لا يفتقد أحد ، حيث غيروا لك الإسم أنت أيضا. 


Cuando la ciudad cambió de nombre

Cuando la ciudad cambió de nombre, yo fui el penúltimo en enterarme. Como un chiste sin gracia, le quitaron la L a mi pasaporte. Tomé el primer vuelo a Santiago, pero me quedé volando en el limbo, porque la ciudad cambió de nombre. Tú te enteraste al día siguiente, cuando te levantaste en una ciudad sitiada, en la que ya no hacías falta y en la que a ti también te cambiaron el nombre.

لويزة هورطادو غونزاليز : أطول برج

Luisa Hurtado González 
Escritora española 


La torre más alta

Supongo que tuvimos suerte, que disponer durante un tiempo del almacén de un restaurante y vivir sobre el mar de nubes ha sido un privilegio; yo no voy a negarlo, no cuando tantos no pueden contarlo. Sin embargo, que nadie piense que estamos a salvo, que no tenemos problemas o que la vida nos es fácil. 
Empieza a faltarnos la comida y el agua, el silencio hace mella en nuestro ánimo y la nube de contaminación creciendo sin parar pugna por alcanzarnos. Ayer por ejemplo el geranio, el pequeño geranio que teníamos en el piso de abajo para que nos avisase, fue encontrado quemado por el ácido.

(microrrelato incluido en “Menguantes”)
El blog de la escritora de aqui


لويزة هورطادو غونزاليز 

كاتبة إسبانية 

أطول برج


أعتقد أننا كنا محظوظين ، بامتلاكنا لفترة من الزمن مستودعا للمطعم  و أن العيش على شاطئ بحر الغيوم كان امتيازا. أنا لن أنكر ذلك ، ليس عندما لا يستطيع الكثيرون أن يجهروا به. ومع ذلك ، لا أحد يفكر في أننا آمنون ، وأننا لا نواجه مشاكل أو أن الحياة سهلة بالنسبة لنا.
 بدأ الطعام والماء يعوزنا ، والصمت يؤثر على مزاجنا ، وسحابة التلوث تكبردون التوقف للوصول إلينا. يوم أمس ، على سبيل المثال ، تم العثور على إبرة الراعي ، النبتة  الصغيرة التي كانت لدينا في الطابق السفلي لإعلامنا ، وجدت محروقة بواسطة حمض.

(هذه القصة القصيرة جدا مدرجة في كتابها "تضاؤل") 



ماريا خوسيه فيس بلانكو : حكي بالمقلوب

ماريا خوسيه فيس بلانكو 


كاتبة إسبانية 

حكي بالمقلوب

تقترب سيارة الإسعاف. حذاء ومريلة سان سيلفستر ، ملطختان بالدماء. على بعد خمسين مترا ، جسد أندرس غير المتحرك. فكر في ماريا ، حبه ، عندما عبر الشارع جريا. ينظر ، مثل كل صباح ، التمثال الحجري في الحديقة ، و كأنه تحرك من مكانه. نزل لتناول وجبة الإفطار بالبدلة الرياضية . أخذ دوشا . قام. رن المنبه. توصل برسالة "واتساب" من ماريا ، التي انفصلت عنه.


María José Viz Blanco
Escritora española 

CUENTA ATRÁS


La ambulancia se aproxima. Una zapatilla y un dorsal para la San Silvestre, ensangrentados. A cincuenta metros, el cuerpo inmóvil de Andrés. Piensa en María, su amor, cuando atraviesa corriendo la calle. Mira, como todas las mañanas, la figura de piedra del jardín, por si se ha movido. Baja a desayunar con el chándal puesto. Se da una ducha. Se levanta. Suena el despertador. Recibe un whatssap de María, que rompe con él.

ماريفيل كنتريراس : لم يكن لديها إبنة

ماريفيل كنتريراس 


كاتبة و صحافية دومينيكية  .تبدع في مجالات أدبية مختلفة . نذكر من مؤلفاتها : “إمرأة أمام المرآة -  ٢٠٠٣" و "حفلة الكلمات-٢٠٠٥" و "إبنة العاصفة-٢٠٠٦ " و "صمت أبريل – ٢٠١٣ " و غيرها.

١ - لم يكن لديها إبنة 


"أمي ، لا تتخلي عني ، أمي ، ساعدينيييييي" ركضت الأم لأخذ الفتاة الصغيرة من يديها ، طبعت قبلة على كل خد. لم تكد تقرب  وجهها من الفتاة حتى تذكرت أن ليس لديها ابنة ... كانت ستطلقها خائفة ، عندما عضت الفتاة وجهها ...
استيقظت



La hija no tenida



“Mami, no me abandones, mami, ayúdameeee” . La madre corrió a tomar la chiquilla de las manos, le plantó un beso en cada mejilla. No había acabado de acercar el rostro al de la niña, cuando recordó que no tenía ninguna hija… Iba a soltarla asustada, cuando la niña le mordió la cara… 
despertó.


٢ - حادث

أريد أن أكون مستلقية ناظرة إلى السقف. أن أتصور نفسي فقط في تلك الوضعية، يمكنني أن أشعر في صدري بالخراب الذي يرى – مصغرا - من فوق. لكن كان يجب أن أتخيل أن القيام بذلك في منتصف الشارع قد تكون له عواقبه. كيف كان لي أن أفكر بأن سيارة كانت ستأتي بأقصى سرعة وبأنني سأقوم بعقد اجتماع ...


٣ - خيانة


أمضت المرأة طوال اليوم تتمرن على كل جملة ستقولها وكل كلمة ستدعي بها الألم للسنوات ، الحب ، الغيابات، الخيانة. في هذه العملية شعرت بسخافتها وضحكت على نفسها. وبكت أيضاً عن كل ازدراء وإذلال كان تتحمله. حاولت أن تتذكرآخرقبلة قبلتها. نظرت في ألبومات الصور ولم تعثر على عناق،لا ابتسام ولا تشارك . توقفت أمام المرآة وفقط روحا معزولة ،احتلت الجانب الآخر. عندما دخل هو ، غادرت هي ببساطة. ليس لديهما على ما يتفاهمان.


الفائزة بجائزة راديو فرنسا لسنة 2017

نيياومي بيريرا


كاتبة برتغالية الأصل تكتب بالفرنسية ، فازت بهذه القصة القصيرة جدا على جائزة إذاعة فرنسا لسنة ٢٠١٧

شوق

في مكان ما،
آدم يستعد للذهاب إلى العمل. رائحة قهوة باردة تفوح في الشقة. يتوقف لمشاهدة انعكاسه غير الحليق في المرآة على الجانب ، ولا يتعرف على أي من ملامحه. مجهول.
في مكان أبعد،
تنظر لوسي صورة قديمة ، وعيناها تفيضان  بالدموع.

Saudade


Quelque part,
Adam se prépare pour aller travailler. Une odeur de café froid flotte dans l’appartement. Il s’arrête pour observer son reflet mal rasé dans le miroir sur le côté, ne reconnait aucun de ses traits. Anonyme.
Ailleurs,
Lucie regarde une vieille photo, les yeux embués de larmes.

سوزانا غونزاليز ريكو : بلاغ

سوزانا غونزاليز ريكو


كاتبة فنزويلية من مواليد ١٩٦٧

١ - بلاغ

أخبرت الشرطة أنها أنهت تمرد الجسد. لم يذكر التقرير أي شيء حول الروح التي بقيت لهم على الأرض.

تيريسا كونستانثا رودريغيز روكا : بوليفيا

تيريسا كونستانثا رودريغيز روكا



كاتبة من بوليفيا

مخبأة 



أنت مثالية  إميلي. أنت إيفا ، أنت لي  بياتريس ، دولسيينا. ماذا سأفعل بدونك ؟ همس فاكوندو إلى الأنثى االممددة   بجواره . أنت هادئة ، خاضعة، راضٍية. لم تخذليني أبداً ، يضيف الرجل بتنهيدة عميقة ، قبل أن يسحب قابس السرة الأنثوية. فبدأت المرأة الصامتة بالانكماش كي تطوى بعدها  ، ثم تحبس في الدرج ذي المفتاح الثلاثي. 

سولانج رودريكيز باب : اكوادور

سولانج رودريكيز باب 


(كاتبة اكوادورية من مواليد 1976 )

متعة القراءة 

هناك نساء يقرأن خطوط اليد .  أنا أفضل قراءة لحي الرجال تلك التي لها فجوات، أخاديد ، ارتفاعات ، أعماق . إذ تستطيع رؤية نفسك تحت لحية خفيفة ناضجة و خشنة . أقرؤها لكن لا أرى فيها طريق الرجال و لا القدر المحتوم ،لا يهمني  بصفة خاصة قدره .أقرأ الجسد الذكوري لهذا يسمونها " ثقافة عامة" .أقرؤه من أجل المتعة.



البحث عن العمل 


- لماذا لا يمكنني أن أعمل كساحرة  ؟ تسأل  بإصرار صاحب السيرك .
- لقد شرحت لك التقليد – رد ، مستاء من متطلباتها - إن كنت إمرأة، التاريخ يقول أنك لا يمكنك أن تكوني سوى مشعوذة !





سيسينيا أنزي : قصص قصيرة جدا

أنطولوجيا نسوية في القصة القصيرة جدا 

سيسينيا أنزي



كاتبة بوليفية من مواليد ١٩٧٤ 

بيع

بعد أن باع روحه للشيطان ، هذا الأخير طلب تعويضا لخلل في الصنع

قانون الاختفاء

لقد كان ساحرًا بالمهنة ، وعندما اكتشف أنه سيصبح أبًا ، فعل ما فعله بشكل أفضل.

باتريسيا ايستبان ايرليس : إسبانيا

باتريسيا ايستبان ايرليس


كاتبة إسبانية من مواليد ١٩٧٢ بسرقسطة

1 - الطبق الأول

بعد قليل وصل الموت. رأيناه جميعًا يتسلق شعرك ، لكننا خفضنا أعيننا وواصلنا الأكل. متضرعين بصوت منخفض أن تتوافق معك.

2 - عودة

لم نكن نعلم أن الحياة هي شارع
نعبره  سريعا كي نصل إلى الطرف الآخر
نعود إلى المنزل مرة تلو أخرى.
نتذكر خاتم أمي القديم  و مرآة  دولاب الملابس
الذي كان يعرف ابتلاعنا  نحن الثلاثة ،  في قضمة واحدة


 3 - شبح
الرجل الذي أحببت أصبح شبحا. أحب أن أضع له الكثير من المنعمات ، أن أكويه بالبخار  وأن أستعمله كالملاءة  السفلى في الليالي التي يكون لي فيها  لقاء موعود.

باتريسيا ناسييو: الشبكة


باتريسيا ناسييو  
(كاتبة أرجنتينية من مواليد ١٩٥٩ بقرطبة)

قصص قصيرة جدا من الأرجنتين 



ترجمة عبدالناجي ايت الحاج 



الشبكة


 وجدت ،فقط ، صبية في القاعة الكبيرة .تنتعل
حذاء الباليه و يدها اليمنى ترتاح
على العامود الحديدي.
- محاولات أكثر – كأن الأمر.
اليد تنثني ثم تنفتح .تيار هواء يدور في المسرح القديم، الصبية
تهتز و تمر بنظرها و كأن البرد كان حاضرا لمن سيستطيع التوسل منه الرحمة.
تبدو ذبابة تتدلى من خيط أدق  من شعرة . شاهد كيف أن الهواء دفع الحشرة التي سقطت بلا حراك  ، على ما يبدو .



أتذكرك


كانت لديك نجوما في عينيك ، نجوم تمرح ، أو تستريح ، أو تسخرت من العالم ، على سائل أخضر بحري.
ليلة – تمنيت لو اني استطعت أن ننساها - نجومك جنت ، وأصبحت أكلة للحوم البشر. 
عندما استسلم الجريح المحتضر و كان آخر الأحياء من تلك المجزرة الذاتية المجنونة ،رأيت قلبك يغرق في أمواجه كما تغرق سفينة خيالية قُصفها الواقع . كانت ليلة من ليالي نوفمبر ، ضوء القمر كان ينير  زهور شجرة الجكاندا الوحيدة في الميدان.
على الرغم من الحزن والرعب ، وافقت ؛ أو استسلمت ، كما تريد أن تسميها. و قد ظننت أني فهمت. كل شيء. ما عدا استمرار الزمن في مسيره و أن قريبا سيطلع الفجر.



أنا كلافيل من المكسيك

أنا كلافيل



كاتبة مكسيكية
من مواليد مكسيكو سنة ١٩٦١

هناك مكان


هناك مكان حيث 
    .   الناس تنزع قلبها كي تنام
عند الاستيقاظ بدون أي اهتمام
. تعود فتأخذه  

مزيف


قلب الجمرات مليئ 
بالنور

 حساب الجنيات

I
و عندما استفاقت  و قلبها بين يديها
علم بأنها الآن ستعيش حسابا رهيبا

Cuento de hadas

حساب الجنيات

II

و عندما استفاقت و قلبها خارج صدرها
علمت بأن أميرها  كان حقيقة  قاتلا
محترفا.

أنا ماريا شووا

أنا ماريا شووا


أبي


أبي ليس مرتاحا في مقعده القصبي. أي شخص بإمكانه ملاحظة أنه يذوب . كي أجعله يفكر في شيء آخر ، أمطره بالأسئلة حول الثمن العالمي للنحاس . يتسلى عندما يتحدث ويترك لوالدتي الوقت كي تهيأ العشاء.  لكننا جميعا نعلم أنه متوفى.

من كتابها "الحلم الصغير"   1984

سبيل خاطئ 


تتبع أثر هذه البقع ، أ لن يكون خطرا؟
كيف يمكن معرفة أنه سيقودنا حتى الجثة ، 
و ليس حتى المجرم؟
(لكن البقع ملونة و تقود حتى كلمة النهاية)


إمرأة 


رجل يحلم بامرأة يحبها . المرأة  هربت , و من حنقه بعث الرجل كلاب رغبته وراءها.  المرأة قطعت جسرا فوق النهر ، اجتازت سورا ، و صعدت إلى قمة جبل.  الكلاب اجتازت النهر سباحة ، وقفزوا من فوق السور و عند قدم الجبل وقفوا يلهثون. أدرك الرجل في حلمه أنه لن يستطيع اللحاق بها أبدا.  و عندما استفاق ، كانت المرأة بجانبه  و اكتشف الرجل ، باستياء ، أنها كانت له منذ زمان

مختارات من قصص سلاومير مروزيك

حمل نماذج من قصص سلاومير مروزيك مختارات من قصص سلاومير  مروزيك المحتويات ...