أسطورة أوروبا

أوروبا
http://litrahispanoamerica.blogspot.com/2018/10/blog-post_13.html?m=1

يقال أن زيوس وقع في حب أميرة فينيقية ، ابنة الملك أجينور ، التي كانت تدعى أوروبا. فقد حرك جمالها المثير للإعجاب رغبة الإله الذي أراد  الحصول علي الصبية مهما كان الثمن.
وبينما كانت تسير في السهول كالمعتاد ، برفقة الفتيات  الشابات في مدينة صور ، تتسلى بتكوين باقات الزهور ، كانت زيوس مندهش أمام اللوحة الساحرة التي تظهر فيها الشابة. انها تميل إلى الأمام ضاحكة لقطف الجذوع الناعمة للزهور و تنشر حواليها الكثير من الفرح والحلاوة فقد امتلكته  على الفور رغبة ملتهبة. مر قطيع من الأبقار بهدوء على أطراف الحقل حيث كانت الصبايا يسترحن قليلاً. كان زيوس غير قادر على الظهور لعيني أوروبا دون المخاطرة بالانفجار فقد كانت قوته هائلة، ولتجنب غضب زوجته هيرا الغيورة الرهيبة، فقد اتخذ شكل ثور مهيب واختلط بالقطيع. لم يكن يريد أن يخيف معشوقته فألقى  بأناقة ، نظرة لطيفة و واثقة على المخلوقة الشابة.
و بالرغم من الجسد الضخم إلا أنه لم يكن يعكس شيئاً وحشياً ، بل كان روعته شديدة لدرجة أن الأميرة الشابة ، التي كانت في البداية خائفة ، لم تعد قادرة على خفض بصرها عنه. اقترب زيوس ، تحت هذا المظهر ، من أوروبا الجميلة و جثا تحت قدميها. بدأت الصبية الشابة تربت على الحيوان الجميل ، و اطمأنت لنعومته ، فزينت قرونه  بتسعة أكاليل من الزهور. كان الإله المقنّع مبتهجا بتلك العناية الفياضة  وأراد إظهار مشاعره بدعوتها إلى ركوبه.
ثني رأسه وثني ركبتيه ، وحوافره على صدره ، مثل الخشوع. فصعدت الصبية ، ظنا منها أنه لعبة ، على ظهر الحيوان  ، و قد اصبحت أكثر ثقة من أي وقت مضى.
شعرت بالسرور عندما تركت قدميها العارية على طول جذع الثور. كانت تلمع بينما كان يسير ببطء بعيدا عن المكان الذي كانت فيه الصبايا يسترحن بسلام.
بعدها ، و قد تأكد من أن فريسته تمسك بقوة ، انطلق في العدو ، أخذته العاطفة، فوصل إلى الشاطئ بنطة واحدة . بدأ بكسر الأمواج بحماس كبير لدرجة أن أوروبا ، انحنت على ظهرها ، و طوقت عنقه خشية أن يتم ابتلاعها. فصارت الريح تداعب شعرها الطويل وأشرعة ثوبها ، فانتابها الخوف فتشبثت بالحيوان بقوة، دون أن تجرأ على إطلاق  صرخة واحدة. ولم تكن تستطع أن تستدير لترى صديقاتها يختفون بعيداً وأنها لن ترى والدها اللامع مرة أخرى. بعد رحلة طويلة ومحفوفة بالمخاطر عبر المحيط ، قام بتمديد جسد الصبية  المحموم على شاطئ أرض مجهولة. متعبة مهدودة، أسلمت نفسها للرمال الساخنة.
هكذا أسعد زيوس أوروبا الجميلة فقادها إلى جزيرة كريت. حيث  منحها   ولدين ، مينوس ورادامانتي ، اللذان كانت قد ربتهما بحنان. لكن زيوس ، الإله الأعظم ، لم يكن بإمكانه  أن يبقى لفترة أطول مع أوربا  الحلوة  فقرر جعلها ملكة من خلال إعطائها زوجة إلى ملك كريت أستيريون.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختارات من قصص سلاومير مروزيك

حمل نماذج من قصص سلاومير مروزيك مختارات من قصص سلاومير  مروزيك المحتويات ...